الدوحة في 23 أبريل /قنا/ افتتحت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا مساء اليوم، معرض "حوار الحروف بين قطر والصين" في مبنى 19 بكتارا.
حضر الافتتاح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام كتارا وسعادة السيد تساو شياولين سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين في كتارا والسفارة الصينية وعدد من الخطاطين القطريين والصينيين.
ويقام المعرض بالتعاون مع جمعية الخطاطين الصينيين، ويستمر حتى 27 إبريل الجاري، حيث يجمع بين روعة الخط العربي وجماليات الخط الصيني في إبداعات الأنامل الخطاطين القطريين والصينيين، ويضم عشرات اللوحات الفنية لـ 37 خطاطا من قطر والصين، منهم 9 قطريين وهم: راشد مبارك المهندي، شيخة المحمود، صالح العبيدلي، ناصر الخلاقي، موزة الكواري، فاطمة الشرشني فاضل الحداد، عيسى الفخرو، عبدالله الفخرو.
وقال الدكتور خالد السليطي مدير عام كتارا في كلمته خلال الافتتاح، إن معرض “حوار الحروف بين قطر والصين" يمثل حدثا فنيا فريدا يجمع نخبة من الخطاطين القطريين وأعضاء جمعية الخطاطين الصينيين، مشيدا بهذا التلاقي الإبداعي الذي يحتفي بجماليات الحرف العربي والصيني، منوها بأن المعرض يسلط الضوء على القيم الفنية والثقافية العميقة التي تختزنها لغاتنا وهوياتنا.
وأضاف أن الحرف، وإن اختلفت أشكاله، يبقى وعاء للروح، وجسرا للتواصل، ورسالة تتجاوز حدود اللغة المنطوقة، مؤكدا أن المعرض ليس مجرد عرض للأعمال الفنية، بل منصة للتفاهم الثقافي، وفرصة لتعزيز التعاون بين فناني البلدين، واستكشاف أوجه التشابه والاختلاف بين مدرستين عريقتين في التعبير الجمالي، والتقنيات والرموز والدلالات".
وأعرب السليطي عن أمله في أن يسهم هذا الحدث الفني في تعميق الفهم المتبادل وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الفن والتراث، ضمن إطار التبادل الثقافي المتنامي بين قطر والصين.
من جهته أكد سعادة السيد تساو شياولين، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، أن المعرض يعكس عمق التبادل الثقافي والتفاهم المتزايد بين البلدين، ويجسد نموذجا معاصرا للتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والعربية.
وقال إن فن الخط العربي والكتابة الصينية يمثلان إرثا حضاريا زاخرا، يحمل في طياته الحكمة والروح الإنسانية للشعبين، مؤكدا على اهتمام بلاده بتعزيز الحوار بين الحضارات.
وأضاف أن العلاقات الاستراتيجية بين الصين وقطر شهدت في السنوات الأخيرة نموا متسارعا، لا سيما في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والتكنولوجيا، مؤكدا أن المعرض يمثل خطوة إضافية نحو تعزيز هذه الروابط، ويقدم منصة تفاعلية تجمع بين فنون الخط الصيني والعربي، وتسلط الضوء على إبداعات الفنانين والمبدعين في كلا البلدين.
كما تضمن الافتتاح كلمات لممثلين عن الخطاطين في كل من قطر والصين، حيث تم التأكيد على رسالة المعرض الفنية وتعزيز روح الحوار الثقافي بين الحضارتين.
من جانبه قال الخطاط الصيني لي جينغ سونغ عضو مجلس إدارة جمعية الخطاطين الصينية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، يتميز الخط الصيني بالعراقة، حيث يمتد إلى آلاف السنين ويحتوي على خمسة أنواع منها الرسمي والعشبي والنظامي، كما أن الخط الصيني يعبر عن تذوق الشعب الصيني للجمال، كما يعبر عن الأفكار المجتمعية، كما أن الخط الصيني له مكانة في الثقافة الصينية .
وأشار إلى أن الخطاطين الصينيين المشاركين في المعرض اختاروا تقديم الحكم والأشعار الصينية، وكل فنان يحمل مشاعره في لوحته الفنية.
ومن جهته قال الخطاط القطري راشد المهندي، في تصريح مماثل لـ " قنا" :" قدمت عملين في المعرض، كلاهما يتمحور حول كتابة البسملة، منوها إلى أنه اعتمد في الكتابة على نفس أسلوب وحجم الخط الذي استخدمه في كتابة المصحف، لتكون هذه الأعمال امتدادًا لتلك التجربة الروحية والفنية، وزيّنت البسملة بزخارف مستوحاة من الفنون التركية".
وبدوره قال الفنان والخطاط القطري عبدالله الفخرو :" أشارك في معرض حوار الحروف بين قطر والصين بعملين فنيين، الأول بعنوان حب نهائي، والثاني تضمن أبياتًا للشاعر الكبير المتنبي، وقد حرصت على أن أبتعد عن اللوحة الكلاسيكية ذات الإطار والورق، واتجهت إلى تصميم يُنفّذ على سجادة، باعتبارها وسيطًا مختلفًا، لكسر تلك القوالب النمطية، وإبراز الخط العربي كفن قابل للتجدد والتفاعل مع الخامات المعاصرة".
أمام الفنانة والخطاطة القطرية فاطمة الشرشني فقالت إن المعرض يفتح آفاقًا جديدة للتعبير عن القيم الروحية والإنسانية عبر جماليات الحرف، لافتة إلى أنها تشارك في المعرض بعملين فنيين اختارت أن تكتب فيهما بيتًا شعريًا للشاعر جلال الدين الرومي يقول فيه: "لخوفي مني أسرع إليك ... أنا منك فأعدني إلي"، حيث يمثل البيت حالة وجدانية عميقة وأضافت أن اختيارها للكتابة بطريقة رأسية، تحاكي أسلوب الخط الصيني، يأتي انطلاقًا من رغبتها في التأكيد على الرابط الروحي بين الثقافتين.
من جانبه قال الفنان والخطاط عيسى الفخرو، إننا سعداء بهذا الحوار الفني بين الخطاطين في البلدين خاصة أن مستوى الأعمال راقية ومبدعة، مشيرا إلى أنه يشارك بلوحتين بخط الاجازة الأولى عبارة عن جزء من آية " اهدنا الصراط المستقيم " وقد كتبت بطريقة فيها امتداد واضح ليدل على ان الاستقامة مطلوبة منا دائما ، أما اللوحة الثانية ففيها أسماء الله الحسنى .